
"محمد بن عبيد آل مكتوم لتحفيظ القرآن" مهام جليلة بأيد أمينة
- المركز القرآني يسعى لمأسسة تعليم القرآن وعلومه صفيا ورقميا، وتحقيق الريادة والانتشار العالمي، ودعم الاقتصاد المعرفي القرآني
دبي:
يضع مركز محمد بن عبيد لتحفيظ القرآن الكريم في دبي نصب عينيه مهاما جليلة، ويحمل على عاتقه مسؤوليات عظيمة، تتجسد في رعاية كتاب الله، تبارك وتعالى، والحفاظ عليه، ودعم حفظته وتعزيز مهاراتهم ومعارفهم القرآنية وصقلها، ونشر تعليم تلاوة الكتاب العظيم وتجويده وعلوم القرآن، في ضوء الأصول الشرعية السليمة، وترسيخ القيم القرآنية، وفق منهج الوسطية والاعتدال وثقافة التسامح والمحبة، التي يدعو إليها الإسلام، جاعلا من "التمسك بالعروة الوثقى وبثقافة الدين الوسطي الحنيف" شعارا له، لا يحيد عنه، فيما حقق إنجازات نوعية عدة خلال عمره القصير، من أبرزها تدشين (التعليم عن بعد).
ويحدد المركز هدفا إستراتيجيا، هو المساهمة في جعل دبي منارة عالمية ومركزا دوليا في تعليم القرآن الكريم وتحفيظه.
تقول ندى محمد بن عبيد الفلاسي، المديرة العامة للمركز، الذي أسسه الشيخ محمد عبيد بن ثاني آل مكتوم، عام 1439هـ - 2017 م، وافتتح في يناير من العام الماضي (2018): إن عدد طلبة المركز القرآني يبلغ حاليا 282، بينهم 191 منتظمون في الدراسة التقليدية داخل المركز، بواقع 171 طالبة، مقابل 20 طالبا، فيما تلتحق 91 طالبة بنظام "التعليم عن بعد"، الذي يحظى باهتمام خاص من قبل المركز.
وتبين الفلاسي أن مركز محمد بن عبيد يقوم على خدمة كتاب الله، عز وجل، تلاوة وحفظاً وتدريساً، تحت إشراف دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، وبترخيص منها، ويقع مقره في شارع الثاني من ديسمبر في إمارة دبي، بمنطقة الضيافة، التي تعد من المناطق الحيوية في الإمارة، ويأمل المركز القرآني أن يؤدي دوره في هذه المنطقة، بنشر ثقافة تحفيظ القرآن الكريم بين شرائح المجتمع المختلفة.
التعليم عن بعد
وتسلط الفلاسي الضوء على تقديم المركز القرآني "حلقات تحفيظ افتراضية"، عبر عرض الدروس على الشاشة الافتراضية، واستخدام "سبورة افتراضية"، وتسجيل الدروس، وعرض "فيديوهات" حول المنهج، ومشاركة ملفات خاصة بين المركز والطلبة، مع إتاحة خاصية التواصل بين الطالبات، من داخل الدولة وخارجها.
ثمار يانعة
وتوضح الفلاسي أن مركز محمد بن عبيد للقرآن في دبي اعتمد هيكل الفصول الدراسية وخطة عملها، ومناهج تحفيظ القرآن، وهي الهيكلية والمناهج الأولى من نوعها في الدولة، وصولا إلى تقديم خدماته لحفظة كتاب الله، والراغبين بتعلم تلاوته وتجويده، وتعزيز قطاع حفظ ورعاية القرآن الكريم في الدولة، مؤكدة أن المركز يعمل على خدمة القرآن، ورعاية حفظته وقرائه في ظل جهود مؤسس المركز الشيخ محمد بن عبيد آل مكتوم، وفريق العمل، وهو ما يتوقع أن يؤتي ثماره خلال المراحل القادمة، في ظل رؤية واضحة للارتقاء بطالباته وطلابه، وفق أفضل المعايير وأكثرها جودة وتميزا، في العلم والتربية والمنهج الأخلاقي، وبما يتوافق مع تطلعات وأهداف دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، الجهة المشرفة على مراكز التحفيظ في إمارة دبي، ليكون طلبة المركز لبنات صالحة في مجتمعهم ووطنهم.
ووفقا لندى الفلاسي، تمتد فترات عمل المركز القرآني من الأحد إلى الخميس أسبوعيا، وتتواصل يوميا من الثامنة صباحا إلى الثانية والنصف ظهرا، ويستمر العمل أيام السبت من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا.
كفاءة وانضباط
وتؤكد أن المركز يسعى إلى خدمة الدين الإسلامي، عبر نشر ثقافة الارتباط بكتاب الله، سبحانه وتعالى، كونه يقدم خدماته لكافة المراحل العمرية، من الجنسين، وكل فئات المجتمع، وهو ما دفع الشيخ محمد بن عبيد آل مكتوم لتأسيس ودعم المؤسسة القرآنية، مؤكدة أن حمل هذه المسؤولية تشريف لإدارة المركز وجميع العاملين فيه ومسؤولية عظيمة، مشيرة إلى وضع الأنظمة التعليمية والهياكل الإدارية بأعلى المعايير، الكفيلة بإنجاز العمل في أفضل مستوى من الكفاءة والمهنية والانضباط.
سبع مستويات
واقتضت هيكلية فصول "المركز القرآني "وخطة مناهجه، كما تقول ندى الفلاسي، تقسيم الفصول إلى سبع مستويات، يشتمل الأول على تحفيظ وتدريس جزئي "عم "و"تبارك"، ضمن حلقة مغلقة، ويتضمن المستوى الثاني حفظ 3 أجزاء ومراجعة جزئي عم وتبارك، ويشمل المستوى الثالث حفظ 5 أجزاء، والمستوى الرابع 5 أجزاء، ويتطلب كل من المستوى الخامس والسادس والسابع حفظ 5 أجزاء.
فصول صيفية
تضيف مديرة المركز: تنقسم "الفصول الصيفية "الى قسمين، الأول للإعدادات، والثاني لتكثيف المقرر، وتتوزع مرحلة ما بعد حفظ القرآن الكريم بين مرحلتين، الأولى لإعداد "الإجازة"، وتهدف لإعداد الدارسين والدارسات علميا قبل التحاقهم بحلقة الإجازة القرآنية، عبر دورات وتنظيم فصول لتطوير مستواهم في الحفظ والمراجعة وإتقان التجويد وتحسين الأداء، وتأهيلهم فنيا لعرض القراءات على المشايخ المجازين، ثم إجازتهم بالسند المتصل إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم، وتبدأ المرحلة الثانية بالإجازات في القراءات العشر.
شروط الالتحاق
وتقول: إن المركز أرسى 6 شروط لقبول الطلبة للالتحاق بحلقات "الإجازة "برواية حفص، منها أن يكون حافظا للقرآن الكريم كاملا ومُتقنا، وملما بأحكام التجويد، وحافظا ل"الجزرية"، واجتياز اختبار القبول في الحفظ والتجويد بنسبة لا تقل عن 80%.
مقرأة قرآنية عالمية
وحصد مركز محمد بن عبيد آل مكتوم عددا من الإنجازات، فيما يعمل حاليا على إنشاء "مقرأة قرآنية "عالمية، مزودة بشاشة وتقنيات متطورة، تعزز عملية التحفيظ وتعليم تلاوة القرآن وعلومه، نحو جعل دبي منارة ومركزا عالميا لتعليم القرآن وعلومه، ومن أهم إنجازات المركز خلال عامه الأول اختياره محكما لمسابقة القرآن الخاصة بأصحاب الهمم، التابعة لجائزة الشيخة روضة بنت أحمد بن جمعة آل مكتوم، وإطلاق (تعليم القرآن الكريم عن بعد)، في إطار أحد أشكال "التعليم الذكي"، عبر تسخير التقنيات المعاصرة، وإنشاء أول قاعدة للتعليم عن بعد في الإمارات، ما ينسجم مع رؤية الدولة وتوجيهات القيادة الرشيدة في حقل "الخدمات الذكية "والتعليم الذكي.
4"خاتمات" في العام الأول
ونجح المركز القرآني في رعاية وتأهيل أربع من طالباته لحفظ القرآن الكريم بالكامل، ليسجل المركز أول دفعة من "خاتمات للقرآن "في مسيرته المباركة، فيما ختمت ١٤ طالبة، تتراوح أعمارهن بين6 و11 عاما، حفظ جزء "عّم". واستضاف المركز الشيخة آمال كمال، المقرئة في المسجد النبوي، لتقدم دورة في الأداء القرآني لمعلمات القرآن في جميع مراكز الدولة.
((كادر))
رؤية ورسالة وقيم
"مقارىء عالمية" بتقنيات المستقبل
تنص رؤية مركز محمد بن عبيد لتحفيظ القرآن الكريم في دبي على إنشاء "مقارىء عالمية" وفق تقنيات المستقبل.
وتدور رسالة المركز حول مأسسة تعليم القرآن الكريم وعلومه صفيا ورقميا، لتحقيق الريادة والانتشار العالمي، ودعم الاقتصاد المعرفي القرآني.
وتتمحور قيم المركز حول المسؤولية، الأمانة، والجودة.